حوارات خاصة

اللاجنسيين" العراقيين الفئة التي ضاعت حقوقها التشكيك والتصديق

اللاجنسيين” العراقيين الفئة التي ضاعت حقوقها التشكيك والتصديق

 

حوار: مصطفى عماد


لعل الكثير منا لم يسمع بمفردة “اللاجنسية” من قبل خصوصاً في مجتمعنا العراقي الذي يعد مناقشة الأمور الجنسية من المحرمات والخطوط الحمر التي لا ينبغي لاحد تخطيها في العلن على اقل تقدير، الا ان ذلك لا يمنع من تسليط الضوء على هذه الفئة إلا وهي “اللاجنسيين” العراقيين والذين تقدر اعدادهم بنحو 350 الف تكون فيهم نسبة النساء أعلى من نسبة الرجال، ومن اجل إيضاح كافة تفاصيل “اللاجنسية” وكشف المظالم التي يتعرض اليها “اللاجنسيين” العراقيين في البلاد حيث كانت أبرز تلك المشاكل هي أجبار الأشخاص اللاجنسيين على الزواج تحت ضغوط العائلة والمجتمع ما يدفع بان يعيش الشخص اللاجنسي الجحيم في العلاقة الزوجية التي ينتظر منها الطرف الاخر ممارسة الجنس دون قيود ما يعني ان اللاجنسي سوف يواجه الاغتصاب المتكرر ولكن تحت غطاء الزواج ولذا كان لنا لقاء مع مؤسسة صفحة “اللاجنسيةAsexulity ” في مواقع التواصل الاجتماعي الاء احمد والتي أوضحت لنا كافة التفاصيل بشأن “اللاجنسية” في العراق وعموم الوطن العربي والعالم خلال حوار شيق.

 

سؤال: ما هي “اللاجنسية” الكثير من الناس لا يعرفون معنى ذلك المصطلح، وما هو الهدف من انشاء صفحة “اللاجنسية Asexulity” في مواقع التواصل الاجتماعي؟

– جواب: هي نقص او انعدام الانجذاب الجنسي تجاه الآخرين يعني ألاّ تشعر بالحاجة أو الرغبة في ممارسة الجنس وقد يعيش اللاجنسي حياته كلها دون ممارسة الجنس و دون معاناة.

في مجتمعاتنا الشرقية غالبا ما يكون السؤال الاول بعد التحية (هل تزوجت؟، هل تحب، هل انت مرتبط؟) وهذه الاسئلة تزعج الجنسيين واللاجنسيين على حد سواء وكثرة سؤال الشخص عن اسباب عدم زواجه تدخل في اطار التنمر والتدخل في حرية الفرد بالاضافة الى عدم معرفة المجتمع المحيط بالشخص اللاجنسي بميول اللاجنسية ولربما حتى الشخص اللاجنسي يجهل ميوله فيقع ضحية المقترحات الغير منطقية كالعلاج النفسي والمنشطات واتهامه بالمثلية وبالانتقاص منه واحباطه في كثير من المواقف ، هذه الضغوطات الاجتماعية التي يمارسها المجتمع الشرقي على اللاجنسيين تؤدي بدفعهم للارتباط والانتهاء بزيجات فاشلة تضرهم وتساهم في ضرر المجتمع بشكل عام.

 

 

سؤال: هل تعد “اللاجنسية” كمرض عضوي او نفسي؟، خصوصا ان المجتمع يرى ان كل شخص لا يرغب في الزواج او الجنس هو شخص مريض وهو يكذب وجود الميول اللاجنسي لدى بعض الاشخاص

جواب: الكثير يخلط بين ميول اللاجنسية الطبيعي وبين حالات البرود الجنسي الناتجة عن اسباب معينة ، فهنالك عدة اسباب منها المرضية الناتجة عن خلل عضوي او هورموني ومنها بسبب تناول عقاقير معينة ومنها بسبب صدمات نفسية او حالات اكتئاب مما تسبب للمريض نوع من البرود وعدم الرغبة بالجنس.

في كتاب الدليل التشخيصي والأحصائي للإضطرابات النفسية الطبعة الخامسة المنقحة dsm-5 التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي، يستثني الكتاب الأفراد الذين يعرفون أنفسهم باللاجنسيين من اي اضطراب نفسي او عقلي او هورموني. ويعتبر من الكتب المهمة التي يستخدمها الاطباء ومختصي الصحة النفسية حول العالم في تشخيص ومعرفة الاضطرابات النفسية والعقلية

سؤال: ماذا عن أبرز المشاكل التي تواجه الأشخاص اللاجنسيين في العالم العربي بشكل عام والعراق على وجه التحديد؟

-جواب: الاساءة للرجال اللاجنسيين بوصفهم عديمي الرجولة لان الفكر العربي والشرقي يختزل الرجولة (بممارسة الجنس) لا بالاخلاق والمواقف، بالإضافة الى ان هنالك من يجهل حالته فيظن انه مريض فيؤذي جسده بتناول العقاقير شتى ويؤذي نفسه لعدم حصول النتائج المرجوة فيبقى في صراح وتتحطم حياته الزوجية.

والاكثر الما مما سبق ذكره هو ارغام الفتيات على الزواج وكذلك زواج القاصرات اللواتي لم يعرفن ميولهن بعد وزواج النهوة والفصل العشائري.

بغض النظر عن التنمر المستمر للشخص الذي يرفض الزواج ومقولة (متى نفرح بك) وكأن سعادتهم متوقفة على حفل زفافي. وفي بعض العوائل يصل للضرب والتشكيك بالاخلاق اذا استمرت الفتاة برفض الخاطبين.

سؤال: كيف يمكن معالجة تلك المشاكل هل أنتم بحاجة الى قوانين خاصة للحفاظ على حقوقكم؟

جواب: بالطبع نحتاج الى قوانين اسوة بالدول الاخرى التي وضعت قوانين كالبرازيل التي تحظر علاج اي ميول جنسي طبيعي، ونحتاج الى تفعيل قانون عدم الاكراه على الزواج الذي للأسف غير معمول به وكذلك حماية اللاجنسيين واي شخص يتأخر في الزواج من العنف والتنمر الاسري.

سؤال: بحسب المعطيات المتوفرة لديكم كم يبلغ عدد الأشخاص اللاجنسيين في العالم والشرق الأوسط والعراق؟

– جواب: تختلف البحوث في اعطاء النسب لكن اغلبها اعطت نسبة ١٪ عند البشر بصورة عامة لأن اللاجنسية موجودة عند الحيوانات ايضا وتختلف النسب من نوع الى اخر.

 1% تعني 350 الف في العراق و 2,780,000 في الوطن العربي ونسبة النساء في اللاجنسية اعلى من الرجال.

سؤال: المجتمع العراقي يعيش في معظم حالاته “نظرية المؤامرة” لكل شيء هو غير معتاد عليه، هل تم اتهامكم بانكم مدعومين من جهات خارجية؟، وكيف يتعاطى معكم المجتمع العراقي؟

 

– بالتأكيد ، تمت الاساءة الينا من عدة اشخاص من الوطن العربي وليس العراق فقط منهم من اتهمنا بعبادة الشيطان وبالترويج عن الشذوذ كي نحرف الناس عن فطرتهم التي خلقهم الله عليها ، وكذلك الاتهام بالمرض النفسي وبالتأكيد لا تخلو الاساءات من خلط اللاجنسية بالمثلية فكثير ممن اتهمونا بالمثلية المقنعة بقناع اللاجنسية، اما كمجتمع بصورة عامة اي الاغلب اما لا يصدق او يصدق بنسبة بسيطة والبعض القليل يكون داعم بشكل قوي ولافت للنظر والبعض الاخر الذي يتهمنا بالمرض والشذوذ وغيرها.

 

سؤال: الرفض او الهجوم من قبل المجتمع العراقي يكون مبني على أسس أخلاقية او دينية؟، لماذا تصر بعض الجماعات على مهاجمتكم؟

– الجواب: مبني على اسس نفسية على اسس برمجية حيث عادة الاغلبية لا تتقبل وجود الاقلية بينما الاقلية تتفهم الاغلبية ، الرفض لانهم يظنون ان اللاجنسية هي موضة او تأثر بالغرب تحت شعار ( لم نسمع بها من قبل) وكأن ما سمعوه سابقا هي معلومات الكون كلها فيظنون انهم يجب ان لا يسمعوا بمعلومة جديدة اخرى، اللاجنسية لم تظهر حديثا وانما تسمت حديثا فهي موجودة منذ الازل ،لكن العلماء لم يكتشفوها الا في الماضي القريب.

اما من الناحية الاخلاقية والدينية فلا أحد يستطيع المهاجمة لأننا لا نفعل شيء يخالف الدين او العرف الاجتماعي. فتبقى اتهاماتهم الاساسية لنا (مقلدين للغرب، مرضى نفسيين، ضعيفين جنسيا، تريدون الشهرة)

 

سؤال: البعض يربط بين اللاجنسية وبين المثلية هل يوجد فعلاً ترابط بين هذه الميول؟

 

جواب: اللاجنسية تعني نقص او انعدام الانجذاب الجنسي، لكن لا تعني انعدام الانجذاب العاطفي او الرومانسي، تقريبا ٢٢٪ من اللاجنسيين هم مغايرين الميول الرومانسي و٥.١٪ مثليي الميول الرومانسي و١٩.٨٪ متعددي الميول الرومانسي و١٩٪ لارومانسيين، حسب بحث كندي اجري سنة ٢٠١٤.

مثلما هنالك جنسيين مغايرين وجنسيين مثليين هنالك لاجنسيين مغايرين ولاجنسيين مثليين، فاللاجنسية هي عكس الجنسية بغض النظر عن التوجهات العاطفية.

 

سؤال: يوجد الكثير من المشاهير حول العالم قد صرحوا بأنهم مثليي الجنس من قبل، فهل يوجد مشاهير لاجنسيين وهل ضمن هؤلاء مشاهير عرب؟

 

-جواب: المشاهير الذين صرحوا بلاجنسيتهم هم الاجانب فقط مثل باولا بوندستون، جينين غارافالو، ديفيد جاي، كيم هانسول، كاثرين اورمسبي، رالف نادر، وغيرهم.

اما العرب فبسبب الجهل وعدم معرفتهم بأنفسهم الى الان لم يصرح عربي واحد بميوله ولكن هنالك شخصيات يعتقد انها لاجنسية مثل الممثلة السورية نادين الخوري التي صرحت انها تزوجت الفن، رئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة الذي يقول انه قد تزوج من الجزائر، وكذلك السلطان قابوس لم يرتبط لحد الان قد يكون لاجنسي وقد يكون غير مرتبط لأسباب أخرى، كذلك شيرين رضا التي صرحت انها هي سبب فشل زواجها من عمرو دياب وكذلك ابدت عدم اهتمامها بالزواج وعدم اهتمامها وعدم تشجيع ابنتها على الزواج. وهنالك شخصيات تاريخية نعتقد انهم لاجنسيين مثل ابو العلاء المعري وفرناندوا بيسوا، نيكولا تسلا وغيرهم.

 

 سؤال: ماذا تقولون للقارئ العربي والعراقي على حد سواء؟

 

– جواب: القبول بحقيقة أنّ اللاجنسيّة هي توجه جنسي كأيّ توجه جنسي آخر وان اللاجنسية ليست اختيار، غالبا انك لم تسمع بهذا المصطلح لكن عدم سماعك به لا يعني انه غير موجود ففي كل يوم نسمع ببحوث جديدة ونرى اكتشافات مهولة, وقد تكون منزعجًا قليلًا أو قلقا، لكنّ اللاجنسية ليست مشكلة عليك حلها، بالإضافة إلى أنّها ليست مرضًا أو اضطرابًا. وكل ما عليك فعله هو ألّا تغضب ففي الحقيقة لا يوجد شيء تغضب بشأنه، ولا تحاول إصلاح الأمر، ولا تحاول إقناع ابنك بأنّه مخطئ وأنّها أزمة سيتجاوزها عندما يكبر، وعليك تجنب بعض العبارات مثل:

 

“لكنّك قد احببت سابقا “علاقات الحب ليست دليلًا على أنّ انه ليس لاجنسي

” عندما كنت في مثل عمرك كنت هكذا، جميعنا قلنا هذا الكلام قبل الزواج “

“اعتقد انك تعرضت لموقف اثر في نفسك سلبا، ستنساه وتعود طبيعيا “اللاجنسي لا يطلب منك التأكيد أنَّه سيكون طبيعيًا يومًا ما، فهو طبيعي كما هو وما يطلبه منك هو التّقبل والتّفهم.

“لن يخرج أحد معك ولن يصدقك إذا قلت له ذلك”

 لا تقلق يومًا ما ستجد من يغير لك هذه الأفكار “لأن اللاجنسية ميول فطري وليست افكار حتى تتغير”

“الله غير راضٍ عن ذلك “لان لا الله ولا جميع الاديان يمنعون عدم ممارسة الجنس.

والاهم من كل هذا ان تتركون الناس وشأنهم فهنالك من يرفض الزواج لأسباب شخصية اخرى وتكرار السؤال جارح بالإضافة الى انه امر شخصي فارتباط الشخص من عدمه لن يضيف ولن ينقص شيء لأي أحد.

والمقولة الاشهر التي تقال بالأخص للفتيات “انتِ لم تجربي ربما لو تجربين سيزول منك هذا الشعور وربما انك خائفة فقط” لكن ماذا لو جربت وتأكدت من لاجنسيتها هل انتم من ستتحملون مسؤولية طلاقها والتبعات النفسية والاجتماعية؟!

وبالنهاية ليفرح كل انسان بنفسه لا داعي ان تحتاج لحفل زفاف كي تفرح.

قد يهمك أيضاً