حوارات خاصة

المهندس في حوار مقتضب: في كل عملياتنا كحشد لم نطلب دعماً جوياً اميركياً ولم نشعر حتى هذه اللحظة بأي حاجة لمثل هذا الدعم

واخ – بغداد

أعلن قائد قوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس انتهاء المرحلة الأولى من عملية تحرير الفلوجة وتحقيق أهدافها كاملة وبدء المرحلة الثانية خلال الساعات المقبلة والتي سيتم خلالها تطهير منطقة الكرمة وشمال شرق المدينة من قبل الجيش والشرطة المحلية وأبناء المنطقة من الحشد.

وفي مقابلة خاصة مع قناة الميادين من جنوب الفلوجة قال المهندس إن الحملات الهادفة إلى تحويل الصراع إلى مذهبي لن تثني الحشد عن تحرير المدينة مؤكداً أن قوات الحشد الشعبي متواجدة في قضاء الفلوجة ولديها خط دفاعي في المدينة منذ عامين ونصف، ولن تقف مكتوفة الأيدي بل ستدخل إلى المدينة في حال احتاجت القوات العراقية من جيش ومكافحة إرهاب إلى إسناد لتحريرها. متمنياً الا تتدخل القوات الأميركية في هذه المعركة كي لا تتحول الفلوجة إلى رمادي أخرى.

كما أكد القيادي البارز في الحشد الشعبي وجود 10 آلاف من أهالي الأنباء منضوين ضمن الحشد مشيراً إلى أن كل المناطق التي جرى تحريرها تم تسليمها للجيش ولأهالي المنطقة. وشدد على أن المعركة هي ضد الإرهاب وداعش مؤكداً على وجود تعليمات بعدم ارتكاب أي تجاوزات وعدم التهاون مع مرتكبيها في حال حصولها.

وفي ما يلي نص المقابلة التي أجراها الزميل عبد الله بدران مع أبو مهدي المهندس:

ـ هل يمكن أن تشرح لنا أبرز التطورات وما حصل في آخر عمليات حصار داعش داخل الفلوجة؟

 

في إطار عملية تحرير الفلوجة أنهينا يوم أمس المرحلة الأولى منها وسنبدأ خلال الساعات المقبلة المرحلة الثانية. المرحلة الأولى تم تحقيق كامل أهدافها. تم إغلاق معبر البوشجل وهو المعبر الغربي في منطقة العمليات منذ يومين وتم تحرير الكرمة امس صباحاً وتم إغلاق جسر السجر الاستراتيجي الذي يقسم المنطقة إلى قسمين. تم إغلاقه الساعة خامسة عصراً من أمس الخميس. تم إنجاز تقريباً كل أهداف المحاور الستة المكلفون بها مع الشرطة الاتحادية والجيش. وسنبدأ بالمرحلة القامة.

 

ـ ما هي أبرز المحاور التي واجهتهم فيها صعوبة ميدانية بسبب الانتحاريين أو العبوات التي زرعت على طريق تقدم القطعات الأمنية؟

 

الصعوبات كثيرة أهمها الأرض. معركة مع الطبيعة لجهة الأنهار والاشجار والبيوت وهي منطقة زراعية تحوي قنوات مائية كثيرة كما أنها منطقة صناعية. داعش طبعاً فخخ بشكل كبير. ومعروف اسلوبه لجهة الانتحاريين. لكن اسلوبنا أيضاً واضح بحيث أننا  نقوم بتطويق المناطق وتقطيع أوصالها ثم ندخل. الآن المرحلة الأولى انتهت وبدأت المرحلة الثانية.

 

ـ في المرحلة الأولى هل يمكن القول عسكرياً إنه تم تطويق الفلوجة بحزام كامل من القوات الأمنية؟

 

تم تطويق الفلوجة بحزام كامل باستثناء محور واحد في الجنوب كان الإخوة في الجيش مكلفين به لم يوفقوا حتى اللحظة. سيتم تجاوز هذه المعضلة بدءاً من الغد وسيبدأ الجيش مساء استكمال هذا المحور وإغلاق منطقة 300 متر في جنوب الفلوجة حتى نتحدث بشكل شفاف عن المنطقة. هذه سيتم اغلاقها يوم غد.

 

ـ بالنسبة لمشاركة عشائر الأنبار في هذه العمليات كيف تصفها؟ وما هو دورهم عدا تقديم المعلومات وكونهم مصادر لتقديم الاحداثيات تمهيداً لتنفيذ الضربات؟

 

هم أهل المنطقة ومن واجبهم، لدينا الآن حوالى 10 آلاف متطوع ضمن قوات الحشد الشعبي من الأنبار. هؤلاء متطوعون بشكل رسمي ويأخذون رواتب من الحشد الشعبي ولهم قيادة في الأنبار تعمل ضمن قاطع عمليات الأنبار. كذلك لدينا متطوعون ضمن عمليات بغداد وقاطع الكرمة فيه متطوعون من الإخوة في المنطقة يعملون معنا ضمن اللواء 30 وهؤلاء دخلوا الى الكرمة معنا وانسحبنا من الكرمة انسحاباً كاملاً ليلة أمس.

 

ـ ماذا بالنسبة لأبناء عشائر الفلوجة الذين يشاركون معكم في القتال؟

أبناء عشائر الفلوجة موجودون. أعداد منهم موجودة وهم يساعدوننا في بعض المناطق. وعادة كل منطقة سكنية نسعى عادة بعد تحقيق خط دفاعي مناسب إلى تسليمها إلى أبنائها.

 

ـ بالنسبة للعمليات التي يقودها الجيش العراقي، المحور الذي أسند له وهو محور غرب العاصمة وصولاً إلى الكرمة. هل بالفعل تحقق فيه الانجاز سريعاً برغم الصعوبات في السجر؟

 

منطقة العمليات قسمت إلى محورين شمالي وجنوبي. الشمالي فيه ثلاث محاور فرعية ويقود هذا المحور قيادة مشتركة من الحشد وقائد عمليات بغداد فريد شمري. المحور الجنوبي مقسم إلى 4 محاور. أيضاً هناك غرفة عمليات مشتركة بين الحشد والجيش والشرطة الاتحادية التي لديها دور كبير ومن ضمنها فرقة الرد السريع. هؤلاء شركاء معنا في عملية محور الجنوب.

 

ـ بالحديث عن الجانب الانساني في العمليات. هل لا تزال المنافذ تعمل لإخلاء أهالي الفلوجة؟

 

هدفنا من المنطقة والحرب الجانب الانساني. نحن لا نحارب من أجل الحرب. كل هذه الضجة الإعلامية التي تثار، بعضها ينطوي على حقائق، ولكن الكثير فيها عملية سلبية لتحويل الوضع إلى وضع طائفي. العراق هدد من قبل إرهاب اسمه داعش مسنوداً من قبل حزب البعث الذي حكم العراق 35 سنة وحاول أن يحول العراق إلى قاعدة لملك اسمه صدام. ال

 

الان نحن نواجه الإرهاب وليس الأهالي والشباب. في عملية جزيرة سامراء التي حررنا فيها حوالى 6 آلاف كيلومتر مربع لم يحصل أي خرق للحالة المدنية. وأصدرنا تعليمات آنذاك ليس لإرجاع الناس إلى بيوتهم بل لإبقائهم في بيوتهم وتمت العملية بسلاسة. وأبلغنا الأخوة في ذلك الوقت أن كل من يشتبه به يترك للشرطة والجهات الأمنية مثل أي مشتبه به في بغداد أو البصرة أو الديوانية أو أي مكان آخر.  في هذه العملية أصدرنا تعليمات واضحة بأن الهدف تحرير أهلنا في هذه المنطقة من الارهاب وإعادة الحياة الطبيعية والسلم الاجتماعي في المنطقة. حددنا نقاطاً محددة بلغنا بها. المهم بالنسبة لنا القضاء على داعش والانسحاب. معظم المناطق الأساسية التي حررناها انسحبنا منها وبقينا فقط في الخطوط الدفاعية.

 

ـ في تقييمك هل لمحاولات تحويل العملية الى عملية مذهبية ما هو أبعد من الفلوجة؟

 

الهدف الأصلي هو تحويله الى حرب طائفية واستغلال الدافع الطائفي. وما قام به داعش هو تحويل الصراع إلى طائفي. بعض دول المنطقة للأسف تحاول أن تحول الصراع إلى صراع طائفي. نحن نبذل دماء من خيرة شبابنا الذين يستشهدون في هذه المنطقة من أجل تحريرها. لا نستطيع أن نسكن في كل المناطق أو أن نغير المناطق ديمغرافياً حتى لو أردنا ونحن لا نريد ذلك. مرجعيتنا تؤكد أنهم ليسوا أهلنا بل انفسنا. نسعى بكل الإمكانات إلى إيقاف كل تجاوز يستهدف سكاننا وأهلنا وأعراضنا وبيوتنا ومدارس الناس والمنشآت الحكومية. أضرب لكم مثلاً في تكريت حيث أثيرت علينا ضجة هائلة في وقتها واضطر رئيس الوزراء إلى اخراج الحشد من تكريت وكلفنا الأمر دماء كثيرة. الآن اذهب الى تكريت، باعتراف محافظها ومدير شرطتها هناك أقل من 3% دمار. إذهب الى الرمادي التي لم يثيروا ضجة حولها، هذه الطريقة الاميركية في تحرير الرمادي كلفت 85% دمار ويعترفون بذلك. لم يجدوا مبنى ليرفعوا عليه العلم العراقي. لا توجد لدينا أسلحة كافية لتدمير بيوت أو مبان. الآن الحياة عادت الى طبيعتها في المدينة. اذهبوا الى جامعة تكريت وزوروها. حولت بعد تحريرها بشهرين الى وزارة التعليم العالي والآن 20 الف طالب يدرسون في الجامعة. هناك تجاوزات طبعاً. عندنا سجناء من الحشد الشعبي في السجون مرتبطون بالقضاء ونحول من يتخلف للمحاكم. ونسعى عند إنجاز التحرير الى تحويله للجيش وسكان المنطقة.

 

ـ بالعودة بشكل أوضح الى الجانب الانساني ما هو عدد العائلات التي تم إخلاؤها؟

 

لا يوجد عدد محدد. لكن هناك عشرات العوائل بدأت تخلى. أصدرنا تعليمات بالتنسيق مع قيادة الأنبار وبغداد والشرطة المحلية والمسؤولين الاداريين إايواء العائلات وإسكانها وتأمين حماية لها. نسعى لتأمين معابر باتجاه عامرية الفلوجة وإذا خرجت عائلة من أي مكان أيضاً نؤمن لها خروجها. في عملياتنا السابقة عمليات تحرير بلد ويثرب ومحيط الضلوعية، على سبيل المثال في كان هناك 3 آلاف شخص محاصرين في المنطقة أوقفنا العمليات 48 ساعة إلى حين اخلائهم رغم الضغط علينا بضرورة انهاء العمليات. في عملية جرف الصخر فليعطونا مثالاً على قتل رجل أو امرأة او طفل في هذه المنطقة. وجهنا الناس الى منطقة الفارسية داخل جرف الصخر وأخلينا المنطقة أثناء المعركة رغم انها معركة قاسية.

 

ـ بالعودة إلى الغطاء الجوي. هل الغطاء الجوي الأميركي هو للمراقبة ولا يشارك فعلياً في العمليات؟

 

نحن في كل عملياتنا كحشد لم نطلب دعماً جوياً اميركياً ولم نشعر حتى هذه اللحظة بأي حاجة لمثل هذا الدعم. هذا قرار يعود للحكومة ونحترمه. في عملياتنا المركزية لم يشترك الطيران الأميركي ولم نطلب اسناداً إلا إذا طلبت قيادة العمليات المشتركة المساعدة خارج هذه المنطقة، هذه قضية تخصهم خصوصاً أن منطقة العمليات هذه مساحتها 500 مليون كيلومتر. وأتمنى ألا يتدخل الطيران الأميركي حتى لا تتحول الى رمادي أخرى.

 

ـ هل بالفعل الحشد سيكتفي بالتطويق وتقديم الإسناد للقوات التي ستنفذ الدخول إلى الفلوجة وتحريرها؟

 

 

منطقة العمليات الآن هو قضاء الفلوجة والنواحي التابعة له. ناحية الكرمة التي بها جناحان جناح شرقي هو الكرمة تم تحريره وجناح غربي اسمه الصقلاوية يؤمن العبور الى الرمادي، اغلقنا المنفذ الغربي للصقلاوية. هذان الجناحان داخل الفلوجة ما يعني أننا داخل المحيط الإداري لقضاء الفلوجة. مدينة الفلوجة نفسها ستكون لها قوات خاصة قوات التدخل السريع ومكافحة الإرهاب، تلك التي دخلت إلى الرمادي بإسناد أميركي، وقوة من الجيش. نتمنى ألا ندخل في قضاء الفلوجة. لو كان الجيش العراقي مستعداً لتحرير مناطق العراق لما تشكل الحشد الشعبي ولما صدرت الفتوى. نحن متطوعون لمساعدة الجيش والشرطة في تحقيق واجباتهم، عندما يطلبون منا الدخول سندخل. نحن موجودون في القضاء أما مدينة الفلوجة فلدينا خط دفاعي فيها. الإخوة لا يعلمون أننا منذ سنتين ونصف لدينا خط دفاعي كحشد جنوب الفلوجة. وكان لدينا تواجد قبل سقوط الموصل والفتوى بموافقة الحكومة وبطلب من الحكومة ورئيس الوزراء آنذاك للتواجد فيها

قد يهمك أيضاً