واخ – بغداد
وصفت القائمة العراقية، اقتحام معسكر أشرف من قبل قوات مكافحة الشغب بغير المبرر، معتبرة العملية جاءت من قبل أجهزة مرتبطة برئيس الوزراء، لإلهاء الشارع العراقي والمحيط الدولي عما يحدث في العراق من إخفاق في قضية الـ100 يوم التي حددها المالكي للوزارات.
وقال المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا خلال تصريح اعلامي :تمنينا أن تعنى الحكومة بفترة الـ100 يوم التي حددها رئيس الوزراء نوري المالكي وما يجب أن تقدمه للشعب العراقي أكثر مما تفتح ملف مجاهدي خلق وتشن هجوما غير مبرر على سكان مجردين من السلاح، لافتا إلى أن من يقول أن قوات مكافحة الشغب استخدمت الهروات والعصي فقط عار عن الصحة، بحسب قوله.
وأضاف الملا عندما يحدث قتل بالذخيرة العسكرية فهذا أكبر دليل على حجم القوة التي هاجمت المعسكر وما تحمله من اعتده، موضحا أن التدخلات الإيرانية في العراق واضحة ولا تحتاج إلى مجهر لتشخيصها، وأن الضغط الإيراني على الحكومات المتعاقبة تجاه إخراج منظمة مجاهدي خلق من العراق بدأت منذ احتلال العراق عام 2003.
وأشار الملا إلى أن الموضوع به بعد أممي ودولي، والعراق موقع على حزمة من الاتفاقات المتعلقة بحقوق الإنسان وكلها ملزمة للحكومة العراقية، ومن المفترض أن يتم التعامل مع الموضوع من منطلق إنساني لأنه في العراق اليوم لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية تتحدث عن أربعة ملايين لاجئ عراقي في دول اسكندنافية وأمريكا وإذا كانت الحكومة العراقية تخرق الاتفاقات الدولية فما هو مصير العالم في التعامل مع اللاجئين العراقيين، داعيا إلى عدم تكرار أخطاء النظام السابق عندما عزل العراق عن محيطه الإقليمي والدولي، واليوم بعض الأطراف في الحكومة العراقية تكرر الخطأ الذي ارتكبه النظام السابق من خلال عدم احترام القوانين والاتفاقات الدولية.
وأكد المتحدث باسم القائمة العراقية أن العراق بحاجة إلى أن يعود إلى دوره الريادي والحضاري وأن يجسر العلاقات مع المجتمع الدولي على أسس قانونية واحترام اتفاقية جنيف الرابعة التي تحكم بينه وبين سكان اشرف، متسائلا لمصلحة من يتخذ الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة ومحكمة لاهاي موقفا من أطراف في الحكومة العراقية، ولمصلحة من أن ننفذ أجندة إيرانية على حساب مصالح الشعب العراقي.
وأشار الملا إلى أنه في حال كان الهدف هو إرضاء من موجود في طهران حتى تخرج تصريحات علي أكبر صالحي المؤيدة والداعمة للموضوع فالعراقيين غير حريصين عليه، لأنهم حريصين على أن يخرج المسؤول العراقي ليتحدث عن المنجز الممكن تحقيقه للشعب وليس لاسترضاء صالحي أو الأطراف الأخرى في إيران، بحسب تعبيره فيما ولفت إلى أن الاتحاد الأوربي أخرج منظمة مجاهدي خلق من دائرة الإرهاب قبل سنة واليوم أكثر من محكمة إرهابية في أمريكا أيضا قامت بذلك، وما يهمنا هو كيف تحترم الحكومة العراقية اتفاقات حقوق الإنسان التي وقعت عليها، وتحترم اتفاقات جنيف، مبينا أن مجلس الوزراء شكل لجنة في عام 2009 أخذت على عاتقها تقصي الحقائق وتقديم دراسة حول إنهاء ملف مجاهدي خلق بالعراق بشكل يستند إلى القانون الدولي، وحتى الآن لم تقدم تلك اللجنة رؤيا واضحة أو تقرير نهائي لإنهاء الملف.
واعتبر الملا أنه عندما تأتي هذه الأحداث في منتصف الـ100 يوم التي حددها المالكي لتقديم الخدمات للشعب إجراءات قمعية بهذا الشكل من قبل أجهزة مرتبطة برئيس الوزراء، فهي محاولة لإلهاء الشارع العراقي والمحيط الدولي عما يحدث في العراق من إخفاق في قضية الـ100 يوم، متسائلا لماذا نقدم هدية إلى إيران وهي داخلة في العمق وتداخلاتها أكثر من أن توصف سافرة في الشأن العراقي.
ودعا الملا الحكومة العراقية إلى أن تتعامل مع منظمة خلق كورقة ضاغطة لبناء علاقات مع إيران على أساس احترام السيادة وعدم التدخل بالشأن الداخلي، لافتا إلى أن هناك أكثر من ملف كان على الحكومة أن تستخدمها لترسيخ مفاهيم الاستقلال والسيادة العراقية.