المقالات

عازمون على التغيير والأصلاح رغم كل شيء

بقلم : رعد حمودي

عندما تصدينا لمهمة قيادة العمل الرياضي في اللجنة الأولمبية الوطنية

العراقية وهي المؤسسة الرياضية النوعية المسؤولة عن رياضة الأنجاز العالي وضعنا في عين الأعتبار جملة من العوامل والأسباب التي تكاد تجتمع وتشكل على أختلاف أنماطها وأشكالها ومن يقف ورائها حزمة مصاعب وتحديات تقف على رأس كتلة من الترسبات والتجذرات الراسخة في تربة رياضتنا ومنها بالطبع التركة الثقيلة التي هي  نتاج سنوات طويلة من الأهمال والتخبط وسوء التخطيط والتدبير والخراب شبه الكامل للبنى التحتية مما يجعل عملية التغيير والأصلاح صعبة بل وعسيرة جدا لكنها في نفس الوقت ليست مستحيلة اذا توحدت الرؤى وتصافت النفوس وأرتقى الجميع وكل من موقعه ومسؤوليته الى مواصفات لاأقول مثالية في العمل والتعاون وتسخير الجهود بل والى الحد الأدنى من تلك المواصفات كي نشرع فعلا في أحداث التغيير والأصلاح في رياضتنا التي تعاني من بين جملة ماتعانيه خراب النفوس والتطلعات غير المشروعة للكثيرين في محاولاتهم تسخير الرياضة في خدمة مصالح شخصية وضيقة وانية  ضاعفت من بؤس الواقع وصعوبات التغيير لكنها في ذات الوقت عززت الثقة فينا مع كل الخيرين والأصلاء والمخلصين في العمل المشترك المستند على روحية الفريق الواحد الذي عليه المضي قدما في درب التصحيح والبناء حتى وان كان السير في ذلك الطريق يتطلب المزيد من الجهد والتضحيات طالما قد زرعت على جنباته بل وفي وسطه ألغام من كل الأنواع والأشكال كما ان معرفتنا الدقيقة بواقع الحال دفع بنا للعمل بهدوء وصمت وعبر نظام الأولويات وبطريقة الخطوة خطوة .

ومادفعني للكتابة اليوم في هذا الشأن ماقرأته في مقالة جميلة ومؤثرة جدا للكاتب الصحفي الدكتور عمار طاهر الذي أحيي فيه صراحته وتشخيصاته الواقعية لأوجاع الجسد الرياضي العراقي وعلله المزمنة كما هو شكري وتقديري لكل الأقلام الخيرة والمبدئية التي أتابع يوميا ماتجود به من كلمات وأسطر نعتبرها نبراسا لنا وجهدا مضافا يعيننا في مهامنا وعملنا وهو أمر أؤكد عليه بأستمرار بأن الأعلام الرياضي هو شريك أساسي في صناعة الرياضة وكثيرا بل ودائما أوجه زملائي في المكتب التنفيذي على التفاعل والتعاطي الأيجابي مع كل مايكتب واستنباط الخلاصات المفيدة من النقد الهادف والبناء في تأشير الخلل ومواطن الضعف في تصحيح المسارات وتقويم مكامن الأعوجاج مثلما نحن حريصون على معرفة دقائق مايجري في الشارع الرياضي والتعاطي الواقعي والسليم مع مطالب الجماهير الرياضية والتفاعل المخلص معها لأنها النبض الحقيقي للرياضة ومن الواجب علينا الأصغاء لتلك المطالب وتنفيذها في حدود المستطاع والممكن وبما ينسجم والمصلحة الرياضية العامة في البلد . اؤكد مرة أخرى اننا سائرون في الدرب الشاق والطريق الذي نراه صحيحا في الأصلاح والتغيير ومن دون التعاون والمشاركة الفعلية من الأطراف الفاعلة والأساسية في العمل الرياضي وفي ضمنها  الاعلام والجماهير سوف لن تتحقق خطوات التغيير نحو الأفضل وسط  ظروف عمل وتحديات متنوعة لاتخلق فينا اليأس أو الأستسلام بل

تضاعف فينا الهمة والأصرار طالما نحن نشعر اننا ومن يعمل في معيتنا في طريق الحق سائرون وهنا نستذكر حكمة بليغة لسيد البلغاء الامام علي بن ابي طالب ( لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) في دلالة رمزية عظيمة تلخص واقعنا وتحشد فينا في ذات الوقت العزم وتقوي العزيمة في سلوك هذا الطريق حتى النهاية .

ومن هنا كان قرارنا في المكتب التنفيذي أن يكون العام 2011 هو عام الأنجاز الرياضي الحقيقي للعراق عبر وضع هدف مركزي مستند على خطة عمل متكئة على ركائز علمية وواقعية تقتضي توظيف الجهود والامكانات لدى اللجنة الأولمبية والأتحادات المركزية في تحقيق نتائج متقدمة وأوسمة وفيرة في فعاليات الدورة الرياضية العربية الثانية عشرة التي تستضيفها الدوحة في كانون الأول المقبل وبما ينسجم ومكانة الرياضة العراقية وعراقتها عربيا وليس كما حصل في الدورة العربية الحادية عشرة في القاهرة عام 2007 حيث كانت الحصيلة مخجلة بكل المقاييس . ومثل هذا التركيز والتوظيف للقدرات البشرية والمادية هو نوع من التصحيح في مسارات عمل الأتحادات وتصويب حقيقي في

اليات العمل واختصار للجهد وتوظيف ناجع للمال والزمن في تحقيق الأنجاز النوعي مع غلق كامل لكل المفردات التي كانت تدخل في اطار هدر الموارد والطاقات والعبث بالمال الرياضي العام والى غير ذلك من المفردات السلبية التي غلفت عمل الأتحادات الرياضية خلال الفترة الزمنية المنصرمة وكنا نتعاطى معها بنوع المرونة على أمل أن تعي تلك الأتحادات ان صبرنا له حدود وان السكوت لايعني الرضا وهو أمر يشمل كل الأتحادات بمن فيها اتحاد كرة القدم العراقي الذي اثرنا خلال المرحلة الماضية عدم التدخل المباشر في عمله وتحديدا مايتعلق بالأنتخابات تجنبا لمردودات ونتائج قد لاتخدم الكرة العراقية لكننا عازمون هذه المرة على غلق الملف المتعب والمزعج  ووفق اليات تخدم في المحصلة كرة القدم العراقية والرياضة في بلدنا الحبيب بشكل عام والله الموفق .

 

 

 

قد يهمك أيضاً