أشار التقرير السنوي الذي أعدته مؤسسة Education dynamics الامريكية خلال التقرير السنوي الثاني عشر حول متطلبات وتفضيلات طلاب الجامعات عبر الإنترنت اليوم، أنه يتم توظيف طلاب الجامعات عبر الإنترنت إلى حد كبير.
وفي الاستطلاع الذي تم اجراؤه أفاد ثمانون في المائة بأنهم يعملون الآن في وظائف بنسبة تسعة وخمسين في المئة بدوام كامل وواحد وعشرين في المائة بدوام جزئي.
ما يقرب من عشرين في المائة من طلاب الجامعات عبر الإنترنت سيسجلون في تخصصات تركز على الصحة والطب، لتتفوق الصحة والطب الآن على هندسة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات كمجال للدراسة، بعد أن تراجعت نسبة التسجيل لهندسة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات بعشر نقاط مقارنة بالمسح الذي تم العام الماضي، ولكن الآن أكثر الطلاب مسجلين في تخصص إدارة الأعمال، تليها الصحة والتمريض والطب، وهندسة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات.. وتشكل هذه المجالات الثلاثة معاً ما يقرب من ستين في المئة من الطلاب الجامعيين عبر الإنترنت.
الدراسة المسحية أظهرت أنه من المرجح أن يظل طلاب الدراسات العليا عبر الإنترنت في مجال عملهم الحالي أكثر من الطلاب الجامعيين في البكالوريوس عبر الإنترنت ، بالإضافة إلى ذلك من المرجح أن يلتحق طلاب الدراسات العليا في برنامج يرتبط ارتباطاً مباشراً بوظائفهم الحالية.
وحسب الدراسة، فإن أهم عامل في اتخاذ القرار بالنسبة لطلاب الجامعات عبر الإنترنت هو تكلفة التعليم والرسوم والغالبية العظمى من الطلاب يعيشون في دولهم، ومعظم طلاب الجامعات البكالوريوس عبر الإنترنت عازبون فما يقارب من ثلثي الطلاب الجامعيين عبر الإنترنت عازبون، في حين أن أربعة وخمسين في المائة من طلاب الدراسات العليا عبر الإنترنت عازبون.
محمد رزق الله، مدير تطوير المناهج في جامعة university of the people أشار إلى أن اعداد الطلاب الذين يدرسون عبر الانترنت حول العالم قفز إلى أربعين مليون طالب، وهو عدد يتصاعد عاماً بعد عام، لعدة أسباب، أهمها “التطور التكنولوجي بات سريعا وكل القطاعات تعتمد الان على الانترنت، وكذلك التعليم يرافق هذا التطور، والسبب الآخر، ان توفر شبكات الانترنت والقدرة على بناء منهج تعليمي عبر الانترنت، ساعد في زيادة الطلب فلا حاجة لسفر أو حضور الصفوف، كما في السابق حتى مكتبة الجامعة هي الآن على الانترنت، بل وتضم أضعاف ما يمكن للمكتبة التقليدية ان تحتوي”.
د. محمد رزق الله
يدرس الان قرابة مئة وعشرين ألف طالب في جامعة university of the people الامريكية من مختلف بلدان العالم، ويوجد بها قسم لتعليم إدارة الاعمال باللغة العربية لان اللغة أيضا ليست عائقا في عالم الانترنت.
الطالب طارق محمد، يدرس في الجامعة “لا حاجة للسفر بعد الآن، ومن بيتي ادرس إدارة الاعمال، وخلال عامين سأحصل على درجة جامعية، والاسعار في الجامعات الالكترونية هو اقل بكثير والاهم هو التواصل مع طلاب وأساتذة من دول عديدة، ما يساعدني لعمل علاقات قد تفديني في المستقبل عند البحث عن عمل”.
عند تقييم الأهداف من وراء الدراسة فإنه يلتحق أكثر من نصفهم بشكل أساسي لبدء حياة مهنية جديدة، مع تقسيم ذلك بشكل متساوٍ تقريباً بين بدء مهنة جديدة أكثر انسجاما مع اهتماماتهم وبدء مهنة جديدة لكسب المزيد من المال. ويتبع ذلك الدافع لزيادة رواتبهم في مهنتهم الحالية والحافز للحصول على أول وظيفة مهنية.
كارولين ليفاندر، نائب الرئيس للاستراتيجية العالمية والرقمية في جامعة رايس في هيوستن الامريكية، قالت خلال ندوة حول مستقبل التعلم عبر الإنترنت “عندما ضرب الوباء، كان ذلك بمثابة استفزاز، بالإضافة إلى طلب على الابتكار.. في حين أن التغييرات كانت صعبة بالنسبة للكثيرين، فقد تبنى أعضاء هيئة التدريس في جامعة رايس وأماكن أخرى الفرص الجديدة التي أتاحها التعلم عبر الإنترنت”.
كاولين ليفاندر
المنتدى الاقتصادي العالمي بدوره أعدّ دراسة هو التعليم عبر الانترنت، الذي خرج بنتائج تدل إلى تصدر الولايات المتحدة الترتيب، حيث التحق أكثر من سبعة عشر مليون بالتعليم عبر الإنترنت، تليها الهند بثلاثة عشر مليون، وكانت هناك فجوة كبيرة تفصل بين هاتين الدولتين عن المكسيك بنحو خمسة ملايين، حيث أكملت البرازيل والصين قائمة الخمسة الأوائل.
بالأرقام فإن تسجيل الكليات والجامعات عبر الإنترنت، هو ما يقرب من ثلاثة مليون طالب سنويا أي ما يقرب من خمسة عشر في المئة من جميع متعلمي الجامعات في الولايات المتحدة وحدها.
والاسباب كما جاء في الدراسة لازدياد الالتحاق بالجامعات والكليات عبر الإنترنت هو لمساعدتهم على التنقل بالوظائف في سوق العمل المتغير باستمرار. جاء أعلى معدل نمو للمتعلمين الجدد عبر الإنترنت من الاقتصادات الناشئة أي الدول النامية. ولخص التقرير هذا المنهج في التعليم بأنه “أداة مهمة تساعد في سد فجوة المهارات العالمية الآخذة في الاتساع”.
شرح دون كيلبورن، الذي يعمل مستشاراً لجامعة Massachusetts “الجميل في التعليم عبر الإنترنت هو أنه يمكن أن يتجاوز فعليًا الحدود الجغرافية ونماذج التعلم عبر الإنترنت تلعب دورًا مهمًا في توسيع نطاق الوصول. إضافة إلى الفائدة الإضافية المحتملة لتقليل العبء المالي على الطلاب وجزء من إمكانية التعلم هو القدرة على تحمل التكاليف”.
دون كيلبورن
وقالت نانسي غونزاليس، نائبة الرئيس التنفيذي وعميد الجامعة في جامعة ولاية أريزونا، إن “جزءا من تلبية احتياجات أولئك الذين يختارون حضور الفصول الدراسية عبر الإنترنت، يعني فهم سبب قيامهم بذلك وكيف تختلف احتياجاتهم عن أولئك الذين يختارون الخيارات الشخصية التقليدية. في جامعة Arizona ستصل برامجها عبر الإنترنت إلى ما يقرب من التسعين ألف طالب هذا العام”.
الجامعات التقليدية بات تعلّم المنافسة الان مع التعليم الالكتروني ليس مجديا، ولهذا بدأت باعتماد التعليم عبر الانترنت وخلال سنوات قليلة ستشهد الصفوف الجامعة انخفاضا في الاعداد مقابل ارتفاع عدد الطلاب الذين يدرسون عن بعد.
العلاقة ستكون تكاملية لتحاول الجامعات اعتماد كلا الطريقتين لتلبية طلب الجيل الجديد الذي يدفع باتجاه التعليم الجامعي عبر الانترنت. التطور في الاتصالات سريع وتطبيقات التواصل الاجتماعي حولت المزاج العالمي الذي بدل ان يعتمد على الصحف والأوراق والكتب يتجه إلى القراءة من على لوحات الشاشات وحتى كتابة الوظائف أو الدراسات كلها الان تتم رقمياً.