المقالات

شهادة الحاج على المزاج

منهل عبد الأمير المرشدي

مرتضى الموسوي وعلي محمود في احدى المناطق المحررة من محافظة ديالى، ظهر على شاشة إحدى القنوات الفضائية رجل (( ختيار )) في العقد السبعين من عمره، تساقطت نصف اسنانه، وابيضت حواجبه، واصفر لون شاربه بلون وجهه المؤطر بيشماغ عربي أصيل ذات اللون الأحمر، يظهر في مشهد ضمن تقرير اخباري، وهو يتحدث لأحد عناصر داعش الذين كانوا يحتلون القرية.

 

كان الداعشي يبدو عليه، من بشرته الحمراء، ولحيته بلون الحذاء، ذات اللون البني، انه من غير العرب. كان الرجل يرحب به بحرارة وحماس، ويؤكد له انه اليوم بغاية السعادة، وانه وعائلته وعشيرته انتظروا وصولوهم وترقبوا قدومهم مثل هلال العيد، وانهم بخدمتهم بكل ما يحتاجون، وكل ما يأمرون وكل ما يشتهون من المأكل الى الملبس الى الفراش وخدمات التدليك، عندما سأل الداعشي هذا الرجل عن رأيه بالجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي اجابه قائلا.. لعنة الله عليهم، إنهم كفرة، وقال انه كان منذ البداية هو وكل مشايخ عشيرته يؤكدون أن العدو الأول لهم هم الشيعة وايران والسنة المرتدين، الذين لا يقتلون الشيعة وكل من يقف معهم. لم يكتف الشيخ الأصفر بهذا الكلمات التي ستحفظ له في ميزان سيئاته يوم لا ينفع داعش ولا أثيل، فراح يؤكد ولاءه لعصابات التكفير وهو يخاطب الدعوش قائلا، بعالي صوته، نحن معكم قلبا ودينا. نحن معكم قلبا ودينا. في المشهد الثاني من التقرير تظهر القوات العراقية وقوى الحشد الشعبي الأبطال وقد حرروا الأرض من دنس الأنجاس، ويكون هذا الرجل قد أصبح بقبضة ابطال العراق، فيلتقي معد التقرير مراسل القناة به، ليسأله عن رأيه بما كان وما هو كائن. بقدرة فائقة على النفاق وقابلية عجيبة على التملق والتلون والكذب نسمعه يقول.. أقسم بحق سيدنا الحسين، كنا ننتظركم مثل هلال العيد، وهؤلاء داعش مجرمين دمروا البيوت والجسور والمعابر. الله وكيلك هم وحوش وساقطين وكل من يؤيدهم أسقط منهم..! قال له المراسل، لكنك ظهرت في لقاء مع احد افراد داعش عند دخولهم قريتكم تتحدث غير هذا الكلام، واعلنت ولائك وتأييدك لهم..! أجاب على الفور، وقد بانت عليه المسكنة إنهم اجبروني ولقنوني وهددوني واقنعوني ان اقول كيت وكيت وكيت، قال له المراسل، لكنك بهذا العمر وما دمت تعرف الحق من الباطل وتعرف ان هؤلاء مجرمين قتله فلم تقاومهم عسى الله ان يمنحك الشهادة وتموت شهيدا كريما وتفوز بحسن العاقبة. صمت الشيخ الأصفر قليلا وقال (يابا انا اتمنى الشهادة لكن كيف هذا تقبله انت ان يقتلني شيشاني او افغاني والله شنو عود روح شهيد هاي غير شهادة لا يابه لا؟؟

قد يهمك أيضاً